Sunday, July 27, 2008

إعلان انشقاق قيادة جهاز الحزب الشيوعي••

إعلان انشقاق عرض: محمد علي خوجلي
حققت جريدة >الصحافة< الغراء انجازاً كبيراً لإعلان انشقاق قيادة جهاز جهاز الحزب الشيوعي·· وطلب تدخل الاسلاميين!! 1/2
الحزب الشيوعي، بحوار علاء الصحافي مع سليمان حامد عضو اللجنة المركزية المنتخب 7691م والسكرتارية المركزية والمجلس الوطني القومي، مع انعقاد المؤتمر الخامس والمؤتمر الصحفي المتوقع بعد انتهاء المداولات واجازة القرارات بالاجماع· وحوار علاء مع سليمان كشف بجلاء افكار وهموم ومستوى العمل القيادي ولا اتحدى من يقول بغير ذلك·· واكتفي في مداخلتي التي آمل نشرها بنقطة واحدة·· الاعلان المتأخر للانشقاق وعقد شيوعيون العزم على إعلان استمرار الحزب الشيوعي·
وبحسب نظم الحزب التي نعرفها فإن قيادته لا تعبر عن آرائها الشخصية في الصحف البرجوازية!! وعضو السكرتارية المركزية من الذين يشاركون في رسم سياسات الحزب ولذلك نأخذ ما يقوله قادة الجهاز دائماً مأخذ الجد· والناطق الرسمي باسم الحزب ورفاقه الذين قالوا للخاتم استعجلت يمثلون الحزب·· وقيادة جهاز الحزب الحالي متفقة في رؤاها مع كل الانقساميين او الذين تركوا الماركسية في نقطة او اكثر كما سأعرض في هذا المقال·
والانشقاق الذي تأخر اعلانه لم تكن اشاراته خافية على الكثيرين في 1791 و9891م عند الانقلاب وما قبله قليلاً وخلال كل الحقبة الانقاذية عشرات النماذج لا يسمح المجال بعرضها ومن تلك الاشارات،الموافقة على نقل قيادة المعارضة للنظام خارج البلاد بتبرير العمل المشترك مع القوى السياسية الاخرى، وعندما تكفلت شركة اميركية بدفع المرتبات الشهرية والمصروفات الإدارية للقيادات المعارضة وجد المسلك القبول· ثم تجميد النشاط الجماهيري المستقل للحزب بحجة العمل تحت مظلة التجمع، والتصريحات المتوالية لقيادات الجهاز لتهيئة اجواء الانشقاق، واخراج وخروج السكرتير السياسي للجنة المركزية وما صحب ذلك من توجيهات بنشر كل ما يمجد السكرتير السياسي في الصحف اليومية·· والتعويضات، والمشاركة في سلطة المؤتمر الوطني واللجنة الثنائية··الخ·
ومعلوم ان اول من رحب بتغيير اسم الحزب والتخلي عن الفكر الماركسي هو الشفيع أحمد محمد من قيادات الحركة الاسلامية واول من اشاد بمشروع دستور الحزب الجديد هو د· حسن مكي المفكر الاسلامي المعروف، وافضل مناقشات مشروع التقرير المقدم للمؤتمر الخامس بحسب افادة سليمان هي ما كتبه د· الطيب زين العابدين القيادي والمفكر الاسلامي البارز، وانني اعتقد ان >فرحة< سليمان كانت من اهداف الحوار وهي بمثابة طلب مباشر وعلني للتدخل لدرء آثار انشقاق جهاز الحزب الذي اقتبر· فالمعروف ان القادة والمفكرين الإسلاميين لم يتبدل موقفهم من الفكر الماركسي وكل افكار اليسار لكنهم متمسكون باستمرار قيادة جهاز الحزب الحالية وشعارهم لا بديل لنقد إلا محمد ابراهيم نقد!
ومن جهة اخرى فإن سليمان كشف ما قاله رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الوطني في اجتماع اللجنة الثنائية عندما وصف الحزب بأنه حزب وطني مخلص لا علاقة مشبوهة له بالعالم الخارجي وخلافه· فما هو سبب هذا الكشف في هذا السياق؟
لم يتذكر سليمان انه مع الالفية الثالثة حدث انهيار الدول الشمولية التي حكمت زيفاً باسم الماركسية وانشقت قياداتها بعد سبعين سنة· واثبت التقرير للمؤتمر الخامس انه لم يكن ممكناً تفادي عدم الامتثال للنموذج السوفيتي الذي عندما انسدت كل الطرق في وجهه اختارت قيادة الحزب الانشقاق بحل الحزب والتخلي عن الماركسية >ذات دعوة د· فاروق محمد ابراهيم< وان بعد الانشقاق في النموذج، اختفى نهائياً المركز الرسمي الواحد< لتفسير الماركسية، وسقطت بالتالي كل المراكز الرسمية الاخرى في الاحزاب الشيوعية الوطنية التي كانت تملك حق تفسير الماركسية·· وفي الالفية الثالثة تأكد ان >اجترار التاريخ المجيد< لا يحل مشاكل الوطن والحزب·· والحركات الدارفورية نشأت بعد انقضاء سنوات على المناقشة العامة في الحزب·· الخ ان هناك متغيرات كثيرة لا يجوز النظر إليها بذهنية القرن الماضي·· والزمن والاحداث تدفع دائماً للتدقيق والتعلم وحتى انقسامات الحزب الشيوعي في الالفية الثانية لا نجدها اليوم كما تصورناها عند وقوعها·
والانقسامات في الاحزاب السياسية كافة تبدأ من اعلى، الخلافات بين قيادات تلك الاحزاب، فالعضوية العادية قواعدها الحزب وحتى كوادره الوسيطة لا تنقسم هؤلاء يتركون الحزب بالاستقالة او التخلي طوعاً عن النشاط الحزبي او الانتقال الى حزب آخر· واتفق الكثيرون ان من عوامل حدوث الانقسامات: غياب او مصادرة الديمقراطية في الحزب، والخلافات حول التكتيك وهذه قد تصل الى الاستراتيجية، والخلافات الناتجة عن تضارب المصالح والتي هي في النهاية تضارب في المصالح الطبقية، كما انه قد يوجد الاثر الخارجي الذي يغذي تلك الانقسامات·
فالخلافات في الحزب الشيوعي السوداني 3691م كانت بأثر الخلافات في الحركة الشيوعية العالمية· وجدير بالذكر ان الانقسام وقيام الحزب الشيوعي-القيادة الثورية، لم يقيمه المؤتمر الرابع 7691م أليس هذا امراً غريباً؟ وكان اقتراح عبد الخالق ان تجرى مناقشة الزملاء المنقسمين وما كان ممكناً ان يسمح مكتب الرقابة المركزي بذلك·· لكن من الملاحظات المهمة وجود عدد مقدر من ضباط حركة 91 يوليو كانوا ضمن المنقسمين في 36و4691م· ووجدناهم بعد ذلك بين عضوية وكادر الحزب دون الاشارة لذلك· وتم اعتقال يوسف عبد المجيد احد قادة الانقسام بعد هزيمة 91 يوليو وسلاحه في يده وثبت بعد الانهيار صحة معظم الانتقادات التي وجهت للنظام السوفيتي·
ومن قيادات انقسام 0791 اليوم من يقدم مساعدات فكرية لاعضاء ثوريين في المجلس الوطني القومي، واذا كان من بين انقساميي 0791 من هو في القصر الجمهوري فإنه من المتوقع ان يكون من بين انشقاقيي 8002م من هم في الهيئات التشريعية القومية والولائية، وانقسام 0791م الذي دعمه السوفيت هو ايضاً صراع حول سلطة الحزب التي ارتبطت بسلطة الدولة·· والقيادات الشيوعية او التي تدعي الشيوعية وتشارك في سلطة البرجوازية فأمر استمرار مشاركتها وتقوية مواقعها في اجهزة الدولة رهين بامساكها بسلطة الحزب فاذا فقدت سلطة الحزب فقدت مواقعها في المشاركة >بالثورة< او الاتفاقيات·
والمهم انه في كل احوال انقسامات حزبنا الشيوعي في الالفية الثانية مساندة قواعد الحزب، التيار الثوري الشيوعي بقيادة عبد الخالق·· وهذا يعني بوضوح ان قواعد الحزب ترفض الانقسامات من حيث المبدأ، والحزب هو قواعد الحزب >المؤتمر< وقيادة الحزب المنتخبة من المؤتمر· وكان طبيعياً ان ينتصر التيار الذي يجد تأييد قواعد الحزب·· اما انقسام او انشقاق اغلبية قيادة الحزب او حتى اجماعها فلا يعني شيئاً·· فهي ستظل قيادة بلا جيش اما القواعد فإنها تنتخب قيادة جديدة وهذا من اهم اسباب فشل التنظيمات التي انقسمت من الحزب الشيوعي· فلا يوجد شيوعي حقاً يضعف حزبه بالانقسام كما لا يوجد شيوعي حقاً يقبل تغيير طبيعة حزبه والتحلل من نظريته وقبوله يعني موافقته على اعدام حزبه وتصفيته فالتصفية لا تعني فقط حل الحزب كما سيعرض عبد الخالق من خلال المقال·
وافكار عوض عبد الرازق وتياره، اعاد انتاج بعضها لاحقاً تيار اجتماع الجريف الموسع 5691م وتيار الخاتم عدلان ود· فاروق محمد ابراهيم وجهاز الحزب الشيوعي الحالي والحزب الشيوعي السوفيتي >السابق< بعد الزلزال· وحتى انقسام 0791م فإن من بين قادة الجهاز الحاليين من كانوا ضمن التيار الى ما قبل التصويت·· ويقدم بعض قادة انقسام 0791م اليوم مساعدات لرفاقهم ولسبب ذلك تمكنت عقده ادانة الانقسام· فنجد انه من حيثيات انهاء تفرغ خضر نصر عدم ادانة الانقسام بعد مرور اكثر من عشر سنوات·· والمهم ان كل الخلافات والانقسامات في الحزب الشيوعي في الالفية الثانية كانت في مركز الحزب· ومركز الحزب·· اليوم موحد تماماً فقد قام بتعيينه تيار المركزية المطلقة ولانه من المستحيل حدوث انقسام بالصور القديمة ولان قواعد الحزب لا تنقسم فقد رأت قيادة الجهاز انه آن اوان انشقاقها بالاجماع وعلى الرافضين للتصفية باسم التجويد الخروج من الحزب واختيار اما الصمت حفاظاً على تاريخهم والمقصود سلطة الحزب، المؤهلة للسلطات الاخرى او اعلان استمرار الحزب الشيوعي >العجوز< كما يصفه الإسلاميون!
وقيادة جهاز الحزب تعلم يقيناً بافراد قليلين لجزء من تيار ابان افكاره وظل يوضح رؤاه لعدة سنوات·· وهؤلاء خارج التنظيم لم يستقيلوا كما لم يبلغوا بقرارات فصلهم وحيثياتها وبالضرورة لا علاقة لهم بمناديب المؤتمر الخامس، لكن الذي تؤكده ان تجزئة مبدأ الديمقراطية المركزية الذي تواصل لتعود من الزمان انتج عدداً من المراكز داخل الحزب لا خارجه· قد نجد مجموعة او اكثر تضم من هم داخل الحزب وخارجه·· وحتى الآن لا توجد اية علاقات تنظيمية بين هذه المجموعات وهذه نتيجة طبيعية لهيمنة تيار المركزية المطلقة على الحزب ومع انشقاق الجهاز مستثنياً عدة تنظيمات قبل ان تتوحد تلك المجموعات >التي لا تتضمن لجنة مقاومة تصفية الحزب الشيوعيان الشيوعيين السودانيين في معظمهم في قواعد الحزب، ربطوا موقفهم النهائي بما يقرره المؤتمر الخامس وهذا معلوم للكافة وحتى العضوية التي قد تترك الحزب ولا تشارك في التنظيمات الشيوعية في انتظار ما يقرره المؤتمر الخامس·
وافاد الشفيع خضر:
كنا في حزب نظريته العامة هي الماركسية التي تتجلى حسب القسمات الخاصة بكل بلد· ما نحن الآن بصدده عكس هذا الطرح -نحن نتحدث عن تعدد المصادر النظرية- طرح حزبنا الجديد ليس حزباً ماركسياً·· اننا لن نوصد الابواب امام النظريات الاخرى·· نحن طرحنا بتبني تقليص مساحة الايديولوجيا في الحزب على اساس زيادة مساحة البرنامج·
وهذه الافكار لا تتناقض مع افكار عوض عبد الرازق وفاروق محمد ابراهيم والخاتم عدلان وواضحة في مشروع دستور الحزب الجديد·
وأفاد يوسف حسين بتوجيه من السكرتارية المركزية:
اننا سنسقط كل الفكر الماركسي، والحرس القديم مصطلح يعني المحافظة على القديم فيمكن ان نجد في هوامش الحزب او اطرافه بعض الذين يؤرقهم الشوق والحنين للماضي بأن يظل اسم الحزب الحزب الشيوعي· لكن هذا شيء محصور ومعزول >ملحوظة من كاتب العرض اسقاط كل الفكر الماركسي يستوجب تغيير اسم الحزب·· وهذه الإفادة تمت في 2002م بجريدة الدستور التي اندثرت، فالمسائل مقررة من >زمان<·
هناك تغيير كبير في الأفكار·· وسيقدم الحزب افكاراً وبرامج جديدة·· ودستوراً جديداً الاطروحات جميعها ستتأثر برياح التغيير في العصر الحالي·· نحن رفضنا حتى الحزب الطليعي الذي يظهر الغرور وبصورة ساخرة جداً·· نحن حزب من بين الأحزاب السياسية في السودان، هذا هو برنامجنا ليس لدينا نحن حزب طليعي·
وفي مقدمة الطبعة الاولى لمشروع دستور الحزب الجديد جاء:
ü استبعدنا الديمقراطية المركزية كمبدأ يسير الحزب·
ü لقد استبعدنا كل الصيغ التي ما عادت تساير العصر وتواكب الواقع السوداني ولذلك استبعدنا ان الحزب يهدف الى تغيير في المجتمع السوداني بانجاز الثورة الوطنية الديمقراطية والسير بالبلاد نحو الاشتراكية·
ووصف الخاتم الديمقراطية المركزية بانها داء الحزب العضال وانها مسؤولة عن عقم حياة الحزب الداخلية وضيقه وتبرمه بالرأي الآخر· وقال سليمان حامد ان الخاتم فارق الماركسية فراق الطريفي لجمله·· وجاء في مشروع دستور الحزب الجديد >استبعدنا الديمقراطية المركزية كمبدأ يسير الحزب< اما وثيقة السكرتارية المركزية 6002م وسليمان عضو فيها فقد اجازت وثيقة بعنوان الحزب الشيوعي وقضية الديمقراطية نحو البرنامج وفيها تم وصف مبدأ الديمقراطية المركزية بانه غير ديمقراطي ومتصلب·· انهم ايضاً فارقوا الماركسية·
أما عبد الخالق فقد كتب:
ان الحزب الشيوعي لن يستقيم بدون تطبيق مبدأ الديمقراطية المركزية على اسس سليمة وان ضعف الديمقراطية المركزية في الحزب وعدم اشراك العضوية اشراكاً نشطاً في حياته الداخلية، وفي حياة فروعه ادى الى انكماش كبير في عضوية الحزب وان الحياة الداخلية السليمة القائمة على التطبيق الدقيق للديمقراطية والاتساع مضموناً ومحمياً وهي مهمة كبيرة تحتاج الى العلاج·
ولان العضوية في انتظار ما يقرره المؤتمر الخامس في هذه القضية فإن التقرير الختامي للمناقشة العامة المقدم للمؤتمر الخامس اغسطس 7002م يرى انه من القضايا التي تستمر المناقشات فيها بعد المؤتمر الخامس، الديمقراطية المركزية والتحالفات والعمل المشترك مع التنظيمات والاحزاب الاخرى واللجان الشعبية وداخل البرلمان اي مؤجلة وقضايا اخرى للمؤتمر السادس·
فأين هي الماركسية التي يتحدث عنها سليمان حامد؟
üüüüüüüü
أحمد

No comments: