Wednesday, February 4, 2009

لتحلل من الأفكار والنظرية هي القضية.. لا الإبقاء على اسم الحزب «2-2»

صحيفة الصحافة
تعقيب على تاج السرعثمان
التحلل من الأفكار والنظرية هي القضية.. لا الإبقاء على اسم الحزب «2-2»
محمد علي خوجلي

كتب تاج السر بابو بالحوار المتمدن بتاريخ 81 نوفمبر 8002م وهو يكتب تاريخ الحزب!!:
ما زال الاهتزاز الفكري والسياسي والذي يعبر عن صراع طبقي دائر في المجتمع الذي احدثته المتغيرات المحلية والعالمية يلقي بظلاله على عمل الحزب القيادي. كما يظهر من الاضطراب الفكري في مشروع التقرير السياسي مثل: عدم الوضوح حول المنهج الماركسي بتصويره وكأنه دراسة للواقع لا تغييره، اضافة للتراجع عن منهج المؤتمر الرابع في دراسة الواقع والمتغيرات في تركيب الرأسمالية ومصادر التراكم والتناول الخاطئ لقضية العلاقة بين الكادر القديم والجديد، وعدم الوضوح في تحديد هوية الحزب الطبقية، اي انحيازه بشكل حاسم لمصالح الطبقة العاملة والكادحين».
«ما طيب» ما قلنا: فاذا كان الامر كذلك وهو كذلك وباكثر فما هي القضية ذات الاولوية والوضوح حول المنهج الماركسي وتحديد هوية الحزب الطبقيةام الابقاء على اسم الحزب الشيوعي السوداني او تغييره؟ وكيف يدعو للابقاء على اسم الحزب وهو يعلم انه يقدم وثيقة رئيسية للمؤتمر، تقريره، يشوبه الاضطراب الفكري من قمة الرأس حتى أخمص القدمين؟
وكما هو معلوم فإن من الاسباب الرئيسية للاضطراب الفكري للتقرير انه اعتمد على نقل المساهمات في الحوار الداخلي ومقالات الصحف اليومية وهي تعبر عن آراء افراد، نقل مسطرة في معظم الأحيان، والمهم ما جاء في الفصل الثاني من مشروع التقرير تحت عنوان «قراءة الحزب الشيوعي السوداني للنهج الماركسي» والمنقول عن مساهمة الاستاذ يوسف حسين في 7991م في المناقشة العامة.
وبالاضافة الى ما ذكرت في الجزء الاول من المقال عن «النهج الماركسي» فالملاحظ ان مشروع التقرير ويوسف حسين وكل قادة الجهاز اتفقوا على استبدال كلمة «الثورة» الوطنية الديمقراطية بالنهضة الوطنية الديمقراطية والنهضة الوطنية الشاملة مثلما تم استبدال الاشتراكية بالعدالة الاجتماعية وتم شطب الشيوعية هنا وهناك.
جاء في مشروع التقرير وهو نص ما كتبه يوسف حسين:
فالاصالة والمعاصرة وجهان لعملة واحدة ويشكلان معا الترابط الجدلي لعناصر ومكونات الواقع المتجدد الذي يبحث فيه ذلك المنهج.. وكما هو معروف فإن المنهج الماركسي يقرأ التراث في تاريخيته لا في سكونه وسلفيته ومن ثم يسعى لمد حبل الوصل بين الماضي والحاضر. اي انه لا يقوم باسقاط الماضي على الحاضر.
واضاف يوسف حسين:
وينتصب دوماً امام الحزب الشيوعي السوداني الشرط الموضوعي لتحوله الى حزب جماهيري وهو شرط ربط اطروحانه بجذور عميقة بكل ما هو ثوري في مجرى تراث شعب السودان الحضاري، والواقع ان الحزب الشيوعي السوداني درج على الدوام للتأصيل لأطروحاته من بين ثنايا التراث السوداني بكل تنوعه.. ومن هنا اتت الدعوة المزدوجة في دستور الحزب المجاز في المؤتمر الرابع للاهتداء بالنظرية الماركسية والعمل على ارتباطها بجذور عميقة بكل ما هو ثوري.
وينتصب الخيار المصيري الذي لا مهرب منه ولا محيد امام الحزب الشيوعي السوداني اما ان يقوم بتجديد جذري جاء في مشروع التقرير تجديد ملموس في فكره وبنيانه وممارساته ليواكب العصر واما ان يموت ويندثر وينقطع ذكره في العالمين جاءت في المشروع. واما ان يتعرض لاحتمالات الضعف والانكماش. ولا جدال ان الارادة الغلابة لكادر واعضاء الحزب زاد عليها المشروع:» والديمقراطية تقف بوضوح الى جانب تجديد الحزب وبقائه حزباً ذا فائدة لحركة شعبنا النضالية في مسيرتها نحو النهضة الوطنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية جاءت في مشروع التقرير: النهضة الوطنية الشاملة وافقها الاشتراكي.
فكيف يجوز من بعد كل ذلك ان يتوصل السر بابو الى الابقاء على اسم الحزب الشيوعي السوداني.
وتاج السر بابو عندما يعطي نفسه حق مراجعة حجج الآخرين واصدار الاحكام ويتقمص مهمة القاضي العادل والشيوعي الثوري بالابقاء على اسم الحزب من ناحية والاهتزاز الفكري والسياسي للعمل القيادي من جهة اخرى يخدع نفسه بأنه فوق كل ذلك وينسى ويتناسى ان موقعه الحزبي الذي يسر له فرصة تقمص روح القاضي هو بأثر ذات المهتزين فكرياً وسياسياً عندما قرروا تعيينه مع رفاقه في قمة العمل القيادي. فهم لم ينتخبهم احد ومع ذلك اجازوا وثائق المؤتمر الخامس باسم اللجنة المركزية والتي لا نستبعد عضويتها للمؤتمر كاعضاء اصليين المادة 02 من الدستور الجديد: اعضاء اللجنة المركزية اعضاء بحكم مناصبهم على الرغم من انه لم ينتخبهم احد ولم يعودوا للتنظيمات القاعدية لكسب ثقتها وتصعيدهم وسيكون مؤسسياً ان يصوت المؤتمرون للمرحشين لعضوية اللجنة المركزية لم يتم تصعيدهم من ادنى.. وهنا مربط الفرس.
لكن الاستاذ يوسف حسين يرى ان هناك اسباباً اخرى للاهتزاز الفكري والسياسي للعمل القيادي بخلاف المتغيرات المحلية والعالمية، فما هي رؤيته؟
كتب:
قد تحقق السلطات المركزية المطلقة والانضباط والهرمية الصارمة بعض الفعالية والانضباط ولكنها فعالية زائفة لا تستند الى القوانين الموضوعية لتطور الثورة والحزب. وتفتح ثغرة غائرة في جسد الحزب تتسلل من خلالها العناصر الوصولية والانتهازية والنفعية التي تتمسح حول اعتاب القادة في قمة الهرم لتجد لنفسها مكاناً تحت الشمس. كما تقود الى الفساد الحتمي بين صغار النفوس فهي في الحقيقة لن تفضي في النهاية وبصورة حتمية الا الى اضعاف الحزب لا الى تقويته وزيادة فعاليته.
وكتب ايضاً في 7991م:
وتحولت اللجنة المركزية في الغالب الاعم باثر التسلسل الهرمي من قيادة فكرية وسياسية وتنظيمية للحزب بين المؤتمرين الى مجرد ديكور ديمقراطي لتمرير التقارير والقرارات والمعدة سلفا نيابة عنها من قبل الفئة المهيمنة. واصبحت السكرتارية او حقيقة بعض اعضائها هي القيادة الفعلية للحزب.
ويواصل: وبروز ظاهرة صغار النفوس وضعافهم للتيار الثوري داخل اللجنة المركزية وبديلاً للصدق والحق والعدل التي ترتبط بمثل وقيم الماركسية وحقيقتها وثوريتها، اصبح الكذب والغش والخداع من مقومات القدرة القيادية وهكذا تسرب الى حزب الطبقة العاملة والكادحين والمثقفين الثوريين الفهم البرجوازي المصلحي للقيادة على اساس الفهلوة والمراوغة واخفاء الحقائق.
فماذا ينتظر من اللجنة المركزية؟ ومن الذي وضع وثائق المؤتمر حقيقة لا شكلاً؟
وهي ذات اللجنة المركزية التي كتب عنها بابو:
1- انها عقدت اول اجتماع لها بعد انقلاب 03 يونيو في فبراير 5991م.
2- وانه من بعد انقلاب يونيو تم تعيين سكرتارية مؤقتة للجنة المركزية دون التشاور مع اعضائها.
فاذا كانت اللجنة المركزية لم تجتمع لست سنوات فمن الذي كان يقود الحزب خلالها؟
واذا كانت كل مصائب الحزب هي خلال تلك الفترة فما هي الجهة واجبة المحاسبة واذا اثبت بابو ان اللجنة المركزية في فبراير 5991م اكتشفت خطأ فتح المناقشة العامة بقرار من السكرتارية المؤقتة التي تكونت دون علم اعضاء اللجنة المركزية ومن دون ان يتم اجتماع صحيح لها.. ودون تحديد اطار عام لها وفترتها الزمنية الى آخر.
واذا كانت اول دورة للجنة المركزية تمت في اغسطس 1002م او كما كتب بابو والتي جاءت كاول دورة بعد انقلاب الجبهة لتعالج المتغيرات التي حدثت في البلاد.. الى آخر.
فهل ننتظر من بعد كل ذلك ادارة صراع فكري، ينتصر لطبيعة الحزب ويجدد نظريته نتيجة التقييم الجماعي لتجارب قواعد الحزب التي من المفترض ان تكون هي جوهر التقرير الرئيسي للمؤتمر؟
ان ما كتبه عضو اللجنة المركزية لا يعبر عن تباين للافكار داخلها بل هي مناورة ساذجة هدفها تطويق اعضاء الحزب الشيوعي ليظلوا تحت هذه القيادة التي تمثل «الحزب الجديد» بأي اسم كان. فهم يعلمون تماماً ان الشيوعيين ينتظرون بفارغ الصبر لحظة الوداع، بالتصفية الذاتية للتيار اليميني شيوخاً وشبابا ونساء! بعد ان اختاروا الخروج الطوعي من الحزب الشيوعي.. واستمرار الحزب الشيوعي «حقاً» لان الماركسية هي الحزب الشيوعي والشيوعية هي الماركسية واي حزب يسقط في طريق النضال للشيوعية باي اسم كان، اشتراكياً او اشتراكيا ديمقراطياً او ديمقراطياً ثوريا او شيوعياً مزيفاً.. الى آخر فهو ليس حزب الطبقة العاملة.
لقد آن اوان الخروج وعلى بابو ورفاقه وهم داخل حظيرتهم التحلي بالشجاعة فهم يواجهون الحقيقة عارية كما وصفتها الماركسية.

No comments: