Tuesday, November 11, 2008

حين يكشف الحزب الشيوعي الاردني اوراقه المشبوهة

حين يكشف الحزب الشيوعي الاردني اوراقه المشبوهة
عامر سمارة

القضية التي لا يختلف عليها اثنان في الاردن ان الحزب الشيوعي الاردني فشل عبر اكثر من خمسة عقود في تسويق نفسه للشارع الاردني على انه حزب الطبقة الكادحة, وان ظل الاردنيون يفرقون بشكل واضح بين مناضلين شيوعيين بارزين كاشخاص, وبين الحزب الشيوعي كمؤسسة حزبية مشبوهة.
ومما لا يختلف عليه اثنان في الاردن ايضا, ان الدكتور يعقوب زيادين هو مناضل اممي معروف وشخصية وطنية لها احترامها في الشارع الاردني.
لن نذهب بعيدا في تحليل وفضح المواقف المشبوهة للحزب الشيوعي الاردني, غير اننا نطرح سؤالا على قوى اليسار العربي بشكل خاص, وعلى كل القوى السياسية العربية المناضلة بشكل عام, لماذا اضطر المناضل الشيوعي الاردني العريق الدكتور يعقوب زيادين, الامين العام السابق للحزب الشيوعي الاردني, لمغادرة صفوف الحزب, مع ثلة من رفاقه وتشكيل حزب شيوعي اخر في الاردن هو حزب الشغيلة الشيوعي الاردني؟
الاجابة يعرفها الشيوعيون العرب جيدا, ويعرفها الاردنيون بشكل كامل, وهي ان قيادة الحزب الشيوعي الاردني كانت تتسلم اموالا ـ من وراء ظهر يعقوب زيادين ـ من مؤسسات اميركية, وان الوثائق اكدت ان قيادة هذا الحزب المشبوه قد تسلمت اموالا طائلة من خزينة المخابرات الاميركية عن طريق الشيوعي العراقي العميل فخري كريم زنكنه.
ترى هل ان المخابرات الاميركية معنية بالصرف على نضالات الطبقة العاملة فعلا, ام هي رشاوى لقيادة الحزب لتخريب نضال هذه الطبقة.
واذا كان لا بد من التعريف بقيادة الحزب الشيوعي الاردني, فاننا نقول لكل من يهمه الامر:
د. منير حمارنة الامين العام, ليلى نفاع, اميلي نفاع, امال نفاع, خالد حمشاوي.
وللمعلومات فان امال واميلي وليلى هم اشقاء, وكذلك فان السيدة ليلى نفاع هي زوجة الدكتور منير حمارنة, وان السيدة اميلي نفاع هي زوجة الدكتور خالد حمشاوي.
هل يرى الشيوعيون العرب كيف يختار الشيوعيون الاردنيون قيادتهم, او كيف فرضت هذه الطغمة نفسها على قيادة الحزب الشيوعي.
انها قيادة عائلية, اي ان قيادة الحزب يمكن ان تتخذ قرارها في اي مطبخ من بيوت العائلة, وما يؤكد ايضا ان هناك بعدا طائفيا في الموضوع.
وهل يعرف الشيوعيون العرب ان احد بيوت عمان المستأجر من قبل السفارة الاميركية تعود ملكيته للقائدتين في الحزب الشيوعي الاردني اميلي وليلى نفاع, وانهما تقبضان اموالا طائلة من السفارة الاميركية تحت بند بدل اجرة, وهي في الحقيقة مبالغ لغايات اخرى, تقتسمها العائلة التي هي قيادة الحزب الشيوعي الاردني.
وهل يعرف الشيوعيون العرب ان الحزب الشيوعي الاردني قد طبل وزمر في نيسان ابريل 2003’ ليس بسبب احتلال بغداد, وانما لان جريدة طريق الشعب ، وهي جريدة الحزب الشيوعي العراقي بالمناسبة،عادت للصدور بتمويل اميركي في العراق, وبحماية مباشرة من قوات الاحتلال.
مالا يعرفه المواطنون العرب ان المناضل الشيوعي العريق الدكتور يعقوب زيادين قال اكثر من مرة ان جيوب قادة الحزب الشيوعي الاردني قد امتلأت بالدولارات الاميركية, وانهم تحولوا الى عملاء صغار, يهتفون للانجازات الديمقراطية الاميركية في العالم, وفي العراق على وجه التحديد.
الحزب الشيوعي الاردني بقيادته المنحرفة كان اول من اصدر بيانا رحب فيه بتشكيل مجلس الحكم العميل في العراق في تموز/ يوليو2003, وكرس جريدته الصفراء "الجماهير" للاشادة بهذا المجلس والتبشير بعهد الديمقراطية الاميركية في العراق, وتخصصت هذه الجريدة الصفراء في الحديث عما تسميه دائما جرائم الدكتاتور في العراق, دون ان تذهب ولو لمرة واحدة لادانة الجرائم الاميركية البشعة ضد الشعب العراقي الشقيق.
وفي الوقت الذي وقف فيه كل الشرفاء في العالم الى جانب انتفاضة اهل الفلوجة الابطال, وادانوا فيه الجرائم الاميركية الوحشية في سجن ابو غريب, كانت قيادة الحزب الشيوعي الاردني المنحرفة وجريدتهم الصفراء تتحدث عما اسمته جرائم صدام حسين ضد الشعب العراقي, ولم تتحدث ابدا عن بطولات المقاومة العراقية الباسلة.
لماذا وصلت قيادة الحزب الشيوعي الاردني الى هذا الدرك من الانحطاط السياسي والاخلاقي؟ ولماذا تصر هذه القيادة المنحرفة على الوقوف في خندق الاعداء, ضد موقف الامة وجماهيرها الواسعة.
هل جاء ذلك بسبب التمويل الاميركي, ام هناك اسباب اخرى تدفع الشيوعيين الاردنيين لاتخاذ هذا الموقف المشين.
ما لا تعرفه الاحزاب الشيوعية العربية, وابناء الامة العربية بشكل عام, ان القيادة المنحرفة للحزب الشيوعي الاردني شكلت عدة وفود حزبية سافرت الى بغداد في الشهور الماضية, والتقت مع القيادة العميلة المنحرفة للحزب الشيوعي العراقي التي يقودها الجاسوس حميد مجيد, واكدوا وضع امكاناتهم تحت تصرف الشيوعيين المنحرفين في العراق, كما قاموا باستقبال عدد من الجواسيس العراقيين الذين يعملون خدما للاحتلال تحت يافطة الحزب الشيوعي العراقي.
لقد اعتقدت القيادة المنحرفة للحزب الشيوعي الاردني ان مواصلة هجومها على النظام الوطني والقومي في العراق وانجازاته الكبرى, سيحرف انظار المواطنين عن المهمة الذليلة للحزب الشيوعي العراقي الذي يتلقى الحماية والرعاية والتمويل من المخابرات الاميركية, تماما مثلما يتلقى ذلك الحزب الشيوعي الاردني وقيادته المنحرفة.
لم تذكر لنا قيادة الحزب وجريدته الصفراء كيف وصل حميد مجيد الى بغداد, ومن يوفر له الحماية, ولم تستطع ان تفسر لاحد لماذا كان الشيوعيون العراقيون يحتفلون في بغداد تحت حراسة البنادق والدبابات الاميركية باعتقال الرئيس صدام حسين التي اكدت كل الوقائع والاحداث انه من يقود المقاومة الباسلة في العراق المحتل.
ما لا يعرفه الشيوعيون العرب جيدا ان الدكتور منير حمارنة, استاذ الاقتصاد في الجامعة الاردنية والامين العام للحزب الشيوعي الاردني يدافع جهارا نهارا عن العولمة الاميركية ويسبغ عليها اعظم الصفات, وانه بعث ببرقية تهنئة الى الجاسوس الاشهر اياد علاوي حين عينه الاحتلال رئيسا للحكومة العميلة في العراق, وانه يفاخر في كل مكان ان عميل المخابرات الاسرائيلية مفيد الجزائري الوزير في حكومة العميل علاوي, هو من سيعيد الاعتبار للثقافة الشيوعية في العراق.
وما لا يعرفه الشيوعيون العرب ايضا ان السيدة اميلي نفاع, الرجل الاقوى في قيادة الحزب الشيوعي الاردني, هي مرشحة دائمة على قائمة الحكومات الاردنية المتعاقبة, وهي التي قبضت مئات الالاف من الدولارات من خزينة المخابرات الاميركية, تحت حجة دعم منظمة النساء العربيات التي تترأسها, دون ان يجرؤ احد من قيادة الحزب على مساءلتها حول مصير تلك الاموال .
ومن المفارقات غير البريئة التي يجب على الشيوعيين العرب ان يقدموا لها تفسيرا, انه في الوقت الذي وقف فيه العالم كله ضد العدوان الاميركي الغاشم على العراق واحتلاله, كان الشيوعيون الاردنيون متخصصين في التهجم على تجربة الرئيس صدام حسين ونظامه وحزب البعث في العراق, وكأنهم يقدمون المبررات للادارة الاميركية في عدوانها على العراق.
هذه محطات بسيطة في مسيرة الحزب الشيوعي الاردني وقيادته المنحرفة, نضعها بين يدي الشيوعيين العرب بشكل خاص, ومناضلي الامة بشكل عام, وكلنا ثقة ان رفاقنا المناضلين في الحزب الشيوعي العراقي ـ الكادر, قادرون على فضح هذا الانحطاط الذي يمثله الشيوعيون الاردنيون.
وللحديث بقية.

No comments: